My Work - Poetry

بلا  وكر  في الثمانين Without a Nest at Eighty

(إلى والدي بمناسبة بلوغه الثمانين)

يقولون من لا يعرف الحب لا يشقى          وصدرك قد فاضت جوانحه عشقا
هويت سلاف الشعر واللحن مثلما          شغفت بباب العلم تطرقه طرقا
سل الشعر من ألقى خيوط شعاعه          على الشاطيءالمسحور كي ينقذ الغرقى
ومن ذاب حتى يطلع الفجر شمعة          مسهدة وضاءة ترقب الأفقا
ومن ناح أين الوكر هل من ململم          لريش هزار جاهد الرعد والبرقا
سل اللحن من صاغ القصيد عرائسا          لبسن من الألحان ما أطرب الورقا
ومن  لمّ من صنعاء شعر غنائها          ونسقه في باقة تفرض النشقا
سل العلم مَن من قبل ستين حجة          ترى في اليمانيين حاز به السبقا
ومن قد قضى ستين عاما معلما          بكل من الشطرين .. ليس يرى فرقا
يعلم أجيالا .. جنوبا وشمالا ..           ويبني عقولا تعشق الوحدة الوثقى

ثمانون حولا يا أبي اليوم قد مضت          وما زلت تلقى من زمانك ما تلقى
ذكرت زهيرا وهو يشكو زمانه          فان تحبس الشكوى فمعدنك الأنقى
ومن أهله قد نال فوق حقوقه          ولم تستعد وكرا سليبا ولا حقا
وكم من فتى فيها ترعرع شاعرا          وأصبح دكتوراً بظلك .. بل أرقى
ودارك كانت ملتقى الفكر سامقا          فامست لنكران يعيث بها الحمقى
فأين عيون العادلين فإن تكن          ترى ما نرى يا هل ترى عدمت نطقا
كأنك لم تعمر بكدح مطول          ومال حلال .. لا ولم تجمع الرزقا
وكم من وصولي عظيم خيانة          يظل – ولا من رادع – يسلب الخلقا
يجوس مع الذئب المكشر آكلا          ويرعي مع الراعي اذا سمع الطلقا
رعى الله "جورباتشوف" كم من مغرب          عهدناه حتى الأمس مندفعا شرقا
ثمانون عاما قد مضت وتصرمت          وما زلت بالأنذال يا أبتي تشقى
فلا سامح الرحمن نفسا مسيئة          لمثلك .. بل سحقا لصاحبها سحقا

(1) و (2) "على الشاطىء المسحور" و "حتى يطلع الفجر" عنوانا ديوانين لغانم
(3) "بلا وكر" من أشهر قصائد غانم
(4) "عرائس اللحن" قصيدة له لحنتكلماتها
(5) "شعر الغناء الصنعاني" أشهر كتبه النثريه
(6)غانم كان أول خريج جامعي يمني
(7) عمل غانم مديرا للمعارف بعدن ثم عميدا للتربية و الدراسات العليا بجامعة صنعاء

دبي ، يناير 1992