|
|||
---|---|---|---|
My Work - Poetryالمذبحة قبل الأخيرة The Massacre before the Lastتتدحرج عين نزعت من محجرها فوق الطينتتوقف تنظر نحو سماء الله كما لو كانت تشكو من ظلم الإنسان إلى الملكوت الأعلى فتمر عليها أحذية السفاحين.. تنداح على الطرقات أشلاء القتلى .. في كل طريق جسد مذبوح لفتاة جرد من كل ملابسه السفلى .. .. بطن مبقور لامرأة حبلى .. .. رأس من عنق مذبوح يتدلى .. .. وأصابع طفل تبرز من أكوام الطين كما لو كانت تستنجد بالملكوت الأعلى فتمر عليها الجرافات تقفوها كالأختام نعال السفاحين * * * لا نبض يخفق في "صبرا" و"شتيلا" ران عليها الصمت الأحمر واندثرت قبرا * * * صبرا .. صبرا يا من تبكون "شتيلا" وتنوحون على "صبرا" بالأمس بكيتم "تل الزعتر" واليوم تنوحون بدمع أغزر لكن صبرا ما دمنا أبدا لم نتغير فانتظروا مذبحة أخرى مذبحة كبرى لا تبقى منا اليابس أو تبقى منا الأخضر! * * * إني أسمع ولولة ونواح وأرى نهر دموع من أعينكم ينداح لكني أشتم دموع التمساح من منكم لبى في اليوم الأسود؟ من منكم جاء يهز بيمناه مهند؟ من منكم حين دعا الداعي شاهدناه على الساح؟ من منكم لم يغلق فمه تسعين نهارا بالمفتاح؟! من منكم عرق من الخزى وذاب وساح؟ إنّي لست فقط أشهد دمع التمساح لكني أيضا أشهد جلد التمساح! * * * أقرأ في
كتب التاريخ
عن تتر وصليبيين عن ذبح ألوف المدنيين أقرأ عن "هولاكو" عن بغداد أقرأ عن "رتشارد" .. عن مذبحة في عكا .. عن مذبحة أخرى في بيت المقدس. عن خيل غاصت حتى الركبة في برك دماء الأجداد أقرأ عن أشلاء النسوة والأطفال عن تمثيل بالأجساد أقرأ عن هاتيك اللا أمجاد لكني وأنا أقرأ في التلفزيون عن "صبرا وشتيلا" .. أو عن "شارون" أقسم والقهر بصدري مثل الأطواد لو أضخم فرد يخطر فينا كان بحجم الخنصر في كف "صلاح الدين"! ما كنا نملأ سمع العالم نوحا وزعيقا وأنينا أو كنا نشحذ أتفه جزء من حق كالمسكين بل كنا نتدفق سيلا مجنونا ونعيد إلى أذهان الدنيا ذكرى حطين! (حصلت على الجائزة الأولى في المسابقة الشعرية في الإمارات عام 1983) دبي، سبتمبر 1982 صحيفة الخليج، الشارقة وصحيفة الأهالي، القاهرة |
|||